هو ابن قائد عسكري يدعي يوحنا من شطب ؛ ثم سافر في مهمة عسكرية إلي مدينة أنطاكية وهناك تزوج من أبنة أحد الامراء الوثنين وتدعي "اوسانيا "؛ وزرق منها بطفل دعته تادرس ؛ ولقد حاولت الأم الوثنية أن تميل قلب زوجها المسيحي إلي الوثنية ؛ولكنها فشلت ؛ فأخذت تهدده بالطرد من البلد ما لم يتحول عن إيمانه المسيحي ؛وفي ذات ليلة ظهر ملاك الرب في رؤيا ليوحنا أبيه ؛ونصحه بالرجوع إلي مصر ؛وأن يترك زوجته وأبنه تادرس في هذه البلاد الغريبة ؛ وفعلا عاد الأب إلي مصر ؛وعاش الشاب تادرس في حيرة مترددا ما بين وثنية أمه وإيمان والده المسيحي ؛ وكبر القديس وأخذ لقب أمير لأنه من نسل الأمراء عن طريق أمه ؛ ثم الحقته أمه بمكتب البلاط الملكي ليتعلم الجندية لكي يصبح ضابطا في الجيش الروماني . وفي ذات يوم سأل أمه عن مصير أبيه فأخبرته أنه مات في الحرب لأنه كان لا يعبد الهتنا ؛ فدار بينهما الحوار التالي :- تادرس :- عن أي آلهة تتحدثين ؛هل تلك الأصنام تدعي آلهة ؟ الأم :- ياولدي ما هذا الكلام الذي تقوله وكيف تغضب الآلهة ؟ تادرس :- لقد عرفت الحقيقة وعرفت أنك طردتي أبي لأنه كان مسيحيا ؛ ولقد رأيت أمس في منامي شخصا يخاطبني قائلا "أنا والدك يوحنا وقد طردتني أمك من أجل أوثانها فأحفظ نفسك إلي أن يشاء الله لقاءنا الأم :- واحسرتاه ياولدي ؛ لقد فقدت عقلك ؛هلم أسجد للآلهة وأطلب الصفح منها تادرس :- أنا لا أسجد إلا للرب إلهي إله أبي يوحنا ؛ أما هذه الأوثان فليس لها مكان في قلبي ولا في هذا المنزل بعد الآن . ثم ضرب تادرس الوثن الحجري بقدمه فتحطم . وبعد ذلك خرج تادرس من المنزل ؛وتوجه إلي أحدي الكنائس وهناك طلب أن يعتمد ويصير مسيحيا ؛وكان عمره في ذلك الوقت حوالي خمس عشر عاما تقريبا . ثم أخذ القديس ينمو سواء في الحياة الروحية أو حياة الجندية ؛ حتي سمع عنه الأمبراطور دقلديانوس فأعجب به جدا وقلده أعلي الرتب العسكرية حتي وصل إلي درجة "اسفهسلار " وهي كلمة رومانية تعادل درجة وزير الحربية حاليا . وأشتاقت نفس الامير لرؤية والده ؛فسافر إلي مصر ؛وتوجه مباشرة إلي مدينة شطب ؛وتوجه إلي أحد الكنائس هناك لكي يصلي صلاة شكر خاصة علي سلامة وصوله ؛ وبعد انتهائه من الصلاة ؛ توجه إلي خادم الكنيسة العجوز وسأله عن شخص يدعي يوحنا ؛فرد عليه الخادم أنه يعرفه معرفة شخصية وسوف يصحبه إليه ؛ثم دخل الخادم إلي يوحنا وأخبره أنه يوجد أمير أنطاكي يسأل عنك ؛فرد عليه يوحنا أمير انطاكي؟! وما حاجته إلي وقد زال عني ملك العالم وداهمني المرض وضرب الموت سياجا من حولي دعه يدخل ؟!. وتقدم تادرس من والده ومثل أنه لا يعرفه وقال له "أنا أمير من أمراء مملكة الروم جئت في طلبك ؛ فرد عليه يوحنا :مرحبا بك يا ابني ماذا تريد مني ؟ وهل أستطيع أن اقدم لك أي خدمة وأنا في أيامي الأخيرة ؟ . فسأله تادرس هل تعرف يا سيدي الأميرة اوسانيا ؟ فرد عليه نعم أعرفها ؛فرد عليه ولكنك مسيحي وهي وثنية تعبد الأصنام ؛فمن أين عرفتها إذن ؟ فرد عليه يوحنا : هذه قصة طويلة يا ولدي ؛ثم أخذ يروي له بعضا منها ؛فأغرورقت عيني الأمير تادرس بالدموع وقاله له : أبي يوحنا ؛أنا تادرس أبنك ؛وقد تعمدت وصرت مسيحيا ؛ثم تعانقا عناقا حارا جدا ؛وبعد خمسة أيام توفي يوحنا . ثم أعلن الفرس الحرب علي الروم ؛فعاد الامير تادرس علي الفور إلي انطاكية ؛وجمع جيوشه ونظم صفوفه ؛ودخل في حرب طويلة مع الفرس حتي أنتصر عليهم . فأعجب به جدا الامبراطور دقلديانوس وعينه واليا علي أحد المقاطعات الرومانية بعد موت واليها ؛ وكان يوجد بالمدينة تنين ضخم "نوع من الثعابين البحرية المنقرضة " وكان من عادة أهل المدينة أن يقدموا له أطفالا صغارا طعاما له ؛وكان يوجد بالمدينة أرملة فقيرة لديها طفلان فأخذها منها أهل المدينة وربطوهما في شجرة فوق الجبل تمهيدا لتقديمهما طعاما للتنين ؛ فعندما سمعت بوصول الأمير تادرس إلي المدينة تقدمت إليه وهي تصرخ طالبة منه أن ينقذ ولديها ؛ وقالت له أنها أمرأة مسيحية ؛ولكن اهالي البلدة خطفوا مني طفلي ويريدون تقديمها طعاما للتنين ؛ فترجل الأمير عن جواده وسجد نحو الأرض ؛وصلي صلاة قصيرة ؛ثم تقدم نحو التنين وأخذ يقاتله نحو ساعتين كاملتين ؛حتي نمكن في النهاية من قتله .وخلص المدينة كلها من شروره . ثم وصل الخبر إلي الأمبراطور أنه مسيحي ؛فأستدعاه إليه وطلب منه إنكار إيمانه المسيحي ؛ ولكن الأمير تادرس رفض بإصرار وأعلن شجب العبادة الوثنية .فأغتاظ الأمبراطور جدا وأمر بتعذيبه ؛فمر الشهيد بسلسلة طويلة من العذابات حتي يئس منه جدا وأمر بقطع راسه ؛وتعيد الكنيسة بتذكار استشهاده في يوم 20 أبيب |