|
ولد القديس فى بلدة من تخوم أسيوط وتدعى شو تابع لمركز أبنوب ، من أبوين مسيحيين محبين للمسيح كانت أمه تدعى مرثا ، أما أبوه فاسمه غير معروف بالتدقيق ، ولكن جده أبا والده يدعى بقطر ، كان والده قائداً كبيراً ببلدة شو وتحت قيادته الكثير من الجند ، وكان غنياً جداً .وكانا والدا القديس رغم غناهما لم يكن للمال محبة فى قلبهما ، وكانا يعبدان الله بخوف ورعدة.
ومع كثرة أموالهما وإستقامة حياتهما فى طريق الله لم يكن لهما ولداً فكانا يشتاقان أن يكون لهما نسلاً يربياه فى طاعة الله ، فكانا يصليان بلجاجة أمام الله .وفى أحد الأيام ذهبت أمه مرثا إلى الكنيسة كعادتها لحضور القداس وسمعت المزمور القائل : البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن عطية منه ( مز 127 : 3 ) ، فصلت فى داخلها بعمق قائلة : يارب يا من افتقد سارة بعد شيخوختها ، وأعطيت أليصابات بعد كبر ، أذكر ضعفى ولا تأخذنى بكثرة خطاياى وليكن الابن الذى تعطينى إياه نذراً لك يخدم بيتك طول أيام حياته .وهنا أحست بسلام عجيب وأيقنت أن الرب سوف يفتقدها . وفى مساء نفس اليوم أعلن الله للوالدين رؤيا واحدة علما منها أنه إستجاب لصلواتهما وسيعطيهما ولداً ، وفرحا الإثنان فرحاً عظيماً جداً
وفى اليوم التاسع من شهر بشنس ولدت مرثا ابناً وسـمياه بإسـم بقطـر جـده
وذهبا بالطفل إلى الكنيسة لينال سر العماد المقدس ، وأثناء إتمام السر رأت الأم ملائكة نورانية قد استلمت الطفل من يد الأسقف فارتعدت وباركت الرب وأعلمت زوجها فعرفا أن الصبى سيكون له شأن عظيم ، ونذراه للرب وعلامة نذرهما أنه لا يحلق شعره طوال حياته ليكن مكرساً للرب
كبر الفتى بقطر وأصبح شاباً وكان يسير كسيده ، والتحق بالجندية وكان الرب معه كما كان مع يوسف فصار رجلاً ناجحاً ، وأصبح يترقى حتى أنه وصل إلى رتبة والده قائد كبير وهو فى سن صغير ، وكان كل جنوده يحبونه ، والوالى كان معجباً بسلوكه وبطولاته وكان يقربه إليه فى كل محفل ، وفى حياته فى الجندية لم ينس الرب بل كانت الصلاة منهجه ، وكلمة الله سلاحه ، والصليب شعاره وسر نصـرته ، خادماً لكل اخوته الضـعفاء والمحتاجين بكل أمانة
وأخذ أدخيانوس الوالى وهو الأمير المسئول عن قطاع الصعيد يجول فى البلاد يبحث عن المسيحيين فى كل مكان حتى وصل إلى شو ، فخرج النائب وجميع الأجناد لإستقباله والإنصياع لأوامره ووشوا بالقديس لدى الوالى الذى إغتاظ جداً وللوقت أرسل فى طلبه ثم ألقى به فى السجنوالداه يقوياه على احتمال الآلاموسمع والداه بذلك فذهبا إلى القديس وأخذا يشجعانه بآيات كثيرة من الكتاب المقدس ويقوياه على أن يسلك طريق الشهادة للرب يسوع وعذبه عذابات مريرة ثم أكمل صبره الحسن وأسلم روحة الطاهرة ونال إكليل الشهادة مع الشهداء والصديقين بعد ان القوه فى أتون النار وكان هذا اليوم يوافق 5 كيهك .وأتى بعض المسيحيون خفية إلى جسد القديس ومجدوا الله كثيراً إذ رأوا القديس لم تمسه النار ، ولا شعرة واحدة من شعره قد احترقت ، بل كان كمثل الإنسان النائم ، فاخذوا الجسد بكل حفاوة وإكرام أخفوه إلى انقضاء زمن الاضطهاد
|